سورة الحج - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{هذا خصمان} يعني: المؤمنين والكافرين {اختصموا في ربهم} في دينه {فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نار} يلبسون مقطَّعات النِّيران {ويصبُّ من فوق رؤوسهم الحميم} ماءٌ حارٌّ، لو سقطت منه نقطٌ على جبال الدُّنيا أذابتها.
{يصهر} يُذاب {به} بذلك الماء {ما في بطونهم} من الأمعاء {والجلود} وتنشوي جلودهم فتسَّاقط.
{ولهم مقامع} سياطٌ {من حديد}.
{كلما أرادوا أن يخرجوا منها} من جهنَّم {من غمّ} يصيبهم {أعيدوا فيها} ردُّوا إليها بالمقامع، {و} تقول لهم الخزنة: {ذوقوا عذاب الحريق} النَّار، وقال في الخصم الذين هم المؤمنون: {إنَّ الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات...} الآية، وهي مفسَّرةٌ في سورة الكهف.
{وهدوا} أُرشدوا في الدُّنيا {إلى الطيب من القول} وهو شهادة أن لا إله إلا الله {وهدوا إلى صراط الحميد} دين اللَّهِ المحمود في أفعاله.


{إنَّ الذين كفروا ويصدُّون عن سبيل الله} يمنعون عن طاعة الله تعالى. {والمسجد الحرام} يمنعون المؤمنين عنه {الذي جعلناه للناس} خلقناه وبنيناه للنَّاس كلِّهم لن نخصَّ به بعضاً دون بعض {سواءً العاكف فيه والباد} سواءٌ في تعظيم حرمته وقضاء النُّسك به الحاضر، والذي يأتيه من البلاد، فليس أهل مكَّة بأحقَّ به من النَّازع إليه {ومَن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ} أَيْ: إلحاداً بظلمٍ، وهو أن يميل إلى الظُّلم، ومعناه: صيد حمامة وقطع شجرة، ودخوله غير مُحرمٍ، وجميع المعاصي؛ لأنَّ السَّيئات تُضاعف بمكَّة كما تُضاعف الحسنات.
{وإذْ بؤَّأنا لإبراهيم مكان البيت} بيَّنا له أين يُبنى {أن لا تشرك} يعني: وأمرناه أن لا تشرك {بي شيئاً وطهر بيتي} مفسَّرٌ في سورة البقرة.
{وأذن في الناس} نادِ فيهم {بالحج يأتوك رجالاً} مُشاةً على أرجلهم، {و} ركباناً {على كلّ ضامر} وهو البعير المهزول {يأتين من كلِّ فج عميق} طريق بعيدٍ.
{ليشهدوا} ليحضروا {منافع لهم} من أمر الدُّنيا والآخرة {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} يعني: التَّسمية على ما ينحر في يوم النَّحر وأيَّامِ التَّشريق {فكلوا منها} أمر إباحةٍ، وكان أهل الجاهليَّة لا يأكلون من نَسائكم، فأمر المسلمون أن يأكلوا {وأطعموا البائس الفقير} الشَّديد الفقر.
{ثم ليقضوا تفثهم} يعني: ما يخرجون به من الإحرام، وهو أخذ الشَّارب، وتقليم الظُّفر، وحلق العانة، ولبس الثَّوب {وليوفوا نذورهم} يعني: ما نذروه من برٍّ وهدي في أيَّام الحجِّ {وليطوفوا بالبيت العتيق} القديم. وقيل: المُعتق من أن يتسلَّط عليه جبَّار. يعني: الكعبة.
{ذلك} أَيْ: الأمر ذلك الذي ذكرت {ومن يعظم حرمات الله} فرائض الله وسننه. {وأحلت لكم الأنعام} أن تأكلوها {إلاَّ ما يتلى عليكم} في قوله: {حُرِّمت عليكم الميتة...} الآية. ومعنى هذا النَّهي تحريمُ ما حرَّمه أهل الجاهليَّة من البحيرة والسَّائبة وغير ذلك {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} يعني: عبادتها {واجتنبوا قول الزور} يعني: الشِّرك بالله.
{حنفاء لله} مسلمين عادلين عن كلِّ دينٍ سواه. {ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ} سقط {من السماء} فاختطفته الطَّير من الهواء، أو ألقته الرِّيح في {مكان سحيق} بعيدٍ. يعني: إنَّ مَنْ أشرك فقد هلك وبَعُدَ عن الحقِّ.
{ذلك ومن يعظم شعائر الله} يستسمن البُدن {فإنَّ ذلك من} علامات التَّقوى.


{لكم فيها منافع} الرُّكوب والدَّرُّ والنَّسل {إلى أجل مسمى} وهو أن يُسمِّيها هدياً {ثمَّ محلها} حيث يحلُّ نحرها عند {البيت العتيق} يعني: الحرم كلَّه.
{ولكلِّ أمة} جماعةٍ سلفت قبلكم {جعلنا منسكاً} ذبحاً للقرابين {ليذكروا اسم الله} عند الذَّبح {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} يعني: الأنعام {فإلهكم إله واحد} أَيْ: لا تذكروا على ذبائحكم إلاَّ الله وحده {فله أسلموا} أخلصوا العبادة {وبشر المخبتين} المتواضعين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6